يختلف بنو آدم عن باقي الحيوانات إذ يطلق على الآدمين البشر وهو من المباشرة أي منزوعي الشعر وجلدهم مباشر للحياة، فكان من أهم الاختلافات أن بني البشر يختلفون عن الحيوانات في أنهم لا يملكون تلك الشعور لتغطية أجسادهم، لذلك كان اللباس لبني البشر جزءًا مهمًا لستر عوراتهم عن الناس، فتغير شكل اللباس ملايين المرات باختلاف الأزمنة والعصور والثقافات ومواقع الأمم على الأرض، واختلاف الطقس والمناخ.
ظهر في العصر الحديث مظاهر من اللبس الذي لم يعرفه البشر قبل وهو لبس البلوزة والبنطال، وهو لباس بدأ ظهوره مع بداية الثورة الصناعية في أوروبا لتسهل الحركة على العمال الذين كانوا يتحركون كثيرًا في مناجم الفحم ومصانع الحداثة في أوروبا، وانتشر اللباس بين العامة الذكور هناك حتى بدأت بالانتشار إلى جميع العالم بعد بناء المستعمرات داخل العالم الإسلامي وفي إفريقيا بعد سيطرة فرنسا وبريطانيا وباقي دول الاستعمار على الدول المهزومة بعد الحرب العالمية الأولى، وذلك من تقليد شعوب الدول المستعمرة لمستعمرها وعاداته وطباعه.
أما عن النظرة المجتمعية الإسلامية للباس بشكل عام فإن اللباس في الدين الإسلامي كله جائز بشرط أن يستر العورة ولا يشفها، فلم يحدد الدين الإسلامي نوعًا معينًا من اللباس يفرضه على المسلمين، بل ترك لهم الحرية في اللباس دون قيد أو شرط غير أن يكون ساترًا لعوراتهم، ومن ذلك أن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم لبس لبس الفرس والروم ولبس لبس العرب ولم يتألى حكمًا في نوع اللباس بل كان يلبسه ويقبل هداياهم في اللباس.
لذلك حكم البنطال مجتمعيًا ودينيًا في الإسلام هو حكم باقي اللباس إذ ليس فيه ما يمنع من لبسه، بل يحرص الإسلام دومًا على لبس اللباس بما يشابه أهل المجتمع والعصر، فقد حرم الإسلام لباس الشهرة التي يختلف عن لبس باقي الناس، إذ يلبس الرجل عمامة في وسط من لا يلبسونها أو اكسيرًا في وسط من يلبسون العمامات، وذلك درءًا للاستهزاء وأيضًا لحفظ حقوق الناس فلا يعامل الناس وفقًا للباسهم وتفاضلهم فيه.
ولكن الإسلام وضع بعض الضوابط في عمومية اللباس وأخصصها على البنطال فكان ليس من المحبذ أن يكون لبس البنطال الضيق شديد الضيق الذي يمكن أن يتسبب بالمشاكل الصحية للرجل مما ثبت طبيًا، فلا ضرر ولا ضرار، كذلك بعض اللباس الذي يكون فاقد أهلية السترة كالبنطال الذي يحتوي على ثقوب تفضح وتهتك ستر العورة فهو من غير اللباس المسموح حتى وإن سمح بعمومه، كذلك فإن انتشار البنطال عند الرجال أمر وعند النساء أمر آخر فالله أمر بستر الزينة غير الظاهرة من أجساد النساء والستر في اللغة هو الإخفاء بحيث لا يترك أثرًا أو معلمًا، فإذا لبست المرأة البنطال فإنها تلبسه واسعًا لا يهتك ستر قدميها وعورتها، والتي تقول بأن البنطال لا يلبس إلا ضيقًا لعدم جمال غيره، فإن الجمال لا يتعارض مع اللباس، وكان الرجال في حياتهم السابقة يلبسون البنطال الواسع لا الضيق وهو جميل، ولكن تتبع الشهوة أمر خطير يجب الابتعاد عنه رجالًا ونساءً.
المقالات المتعلقة بحكم لبس البنطال